شارك الدكتور محمد كامل جاد، مدير عام مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، يوم الثلاثاء 31 يناير 2023 م، في مراسم حفل إهداء السفارة الأمريكية في الإمارات ترجمة إنجليزية نادرة للقرآن الكريم، اشتُهِرَت بمصحف توماس جفرسون، إلى مكتبة محمد بن راشد.
نظَّمت مراسم الحفل مؤسسة طيران الإمارات للآداب على هامش مهرجانها الأدبي السنوي الذي يقام قي المدة من الأول من فبراير حتى السادس من نفس الشهر، حيث بدأ الحفل بقراءة آيات من القرآن الكريم، وترجمتها بالإنجليزية من النسخة المهداة، ثم مناقشة حول هذه النسخة النادرة وقيمتها قدَّمها الدكتور شيب روستي، أستاذ الآداب في جامعة نيويورك بأبو ظبي، ثم كلمة للدكتور محمد كامل جاد، مديرعام المركز، أعقبها كلمة السيد شون فيرمي، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في أبو ظبي.
ثم اختتم مراسم الحفل معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، الذي قال: “إن نسخة القرآن الكريم المترجمة والنادرة التي أهديت لمكتبة محمد بن راشد ستشكل إضافة قوية ومهمة بانضمامها إلى مجموعة من أروع الأعمال والمؤلفات الإنسانية التي تروي قصة عقود من المعرفة والحضارة في معرض الذخائر”.
وقد أشار الدكتور محمد كامل جاد في كلمته إلى أن من مميزات هذه النسخة أنها ترجمة لمعاني القرآن الكريم مباشرة من العربية إلى الإنجليزية، قام بها جورج سيل سنة 1734م، ثم أعيد طبعها سنة 1764م، فسابقتها التي نشرت عام 1649م لم تكن ترجمة عن اللغة العربية، وإنما عن الترجمة الفرنسية للقرآن، وقد اقتنى توماس جفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة (1801-1809) سنة 1765، الطبعة الثانية من ترجمة جورج سيل، وهي نفسها النسخة التي اعتُمِدَت في أداء القسم الدستوري للنواب المسلمين في الولايات المتحدة. وهي الترجمة التي اطلع عليها الفيلسوف الكبير جون لوك، الذي تأثر بفلسفته كثيراً الرئيس الأمريكي جفرسون. ومن ثم فهذه الترجمة كانت مدخلاً لفهم النص القرآني في الغرب لزمن طويل سواء على مستوى العامة أو على مستوى النخبة، ومن هنا تأتي أهميتها.
والجدير بالذكر أن هذه النسخة قد عُرِضَت في معرض إكسبو 2020 بدبي لمدة ثلاثة أشهر تحت عنوان “الحياة والحرية والسعي إلى المستقبل”، ولأن القانون لا يسمح ببقاء المقتنيات خارج الولايات المتحدة لأكثر من ثلاثة أشهر جرى شراء نسخة أخرى مماثلة، وعُرِضَت في المعرض حتى انتهائه.