اختتم مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، يوم الخميس الموافق 18 مايو، دورة علمية بعنوان “فن تحقيق المخطوطات: تأصيل وتنظير وتطبيق”، والتي عُقِدت على مدى ثلاثة أيام، قدَّمها الشيخ الدكتور عبد الحكيم الأنيس، كبير باحثين أول وعضو هيئة كبار العلماء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وشارك فيها (37) متدرباً ومتدربة من المهتمين بعلم تحقيق المخطوطات.
هدف المركز من خلال هذه الدورة إلى تنبيه مَنْ يريد الاشتغال بتحقيق المخطوطات على ضرورة الاطلاع على قواعد وأصول ومناهج تحقيق المخطوطات، وأن يتدرب على التحقيق تحت إشراف مَنْ سبقه إلى العمل في هذا الميدان، وأن يكون متابعاً للحركة العلمية النقدية لِمَا يظهر من كتب مُحَقَّقة، وأن يُكَوِّنَ ثقافة المفاضلة بين الطبعات والمقابلة بين النشرات.
وكان للدورة جانبان: نظري وعملي، وأما الجانب النظري فاشتمل على المواضيع التالية: التحقيق في الماضي لدى علماء المسلمين، والمؤلفات في علم التحقيق في العصر الحديث: الأصول والفروع، وكيف يجري جمع النُّسخ وكيف تُرَتَّب، ومعرفة فهارس المخطوطات، وقواعد الرسم الإملائي، ومعرفة الألفاظ المختصرة، والموقف من الشَّكل، وقضية العنوان في الماضي والحاضر، وتقسيم النص وترقيمه، والتعامل مع الأحاديث النبوية والأسانيد، وكيف نضع النقط والفواصل والإشارات، وكيف نضع الأقواس والخطوط والرموز، والتوثيق العلمي، والحواشي ما لها وما عليها، وكيف نصنع الفهارس، وكيف نكتب مقدمة التحقيق، وكيف نثبت مسرد المراجع ومعرفة المصادر المساعدة في ذلك.
وأما الجانب العملي فقد شمل تدريبَ الباحث على ممارسة كل هذا خُطْوَةً خطوةً، وذلك بإرشاده إلى كيفية البحث عن مخطوط، وجمع النسخ، والمفاضلة بينها، والمقابلة، وضبط النص، والتعليق عليه، وخدمته، وفق الخطة النظرية المتقدمة.
وفي ختام الدورة قدَّم الدكتور محمد كامل جاد، مدير عام المركز، درعاً تذكاريًّا وشهادة شكر وتقدير للشيخ الدكتور عبد الحكيم الأنيس؛ عرفاناً بفضله وعلمه، وشكراً لتعاونه مع المركز، كما سلَّم المشاركين في الدورة شهادات تخرجهم.